حلول شهر رمضان ، وذكرى حرق المسجد الأقصى

قال تعالى:

(( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ )) ، ( سورة البقرة ، آية 183).

عن أبي عبدالرحمن عبدالله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( بني الإسلام على خمس : شهادة أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وحج البيت ، وصوم رمضان ) رواه البخاري و مسلم .
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( من قام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه ) متفق عليه .

**

مبارك قدوم شهر رمضان ، شهر انزل فيه القران ، شهر الرحمة والمغفرة ، تضاعف فيه الحسنات ، فليكن صيامنا وقيامنا خالصا لوجه الله تبارك وتعالى ، لنشمر عن باعنا ونتسابق في عمل الخيرات ، لندع الله ونتوسل ، لعل الله تبارك وتعالى يغفر لنا ذنوبنا واسرافنا في أمرنا ، ويكفر عنا سيئاتنا ويدخلنا جنة عرضها كعرض السموات والأرض.
فاهنئ الأمة الاسلامية بقدوم الشهر ، ولي حديث موسع لاحقا حول الشهر وفضله ، فاسأل الله أن يبلغنا رمضان ، حيث يحل بعد بضعة أيام.

يتزامن حلول شهر رمضان المبارك للعام الهجري 1430 مع الذكرى الاربعين لحرق المسجد الأقصى المبارك ، ففي الحادي والعشرين من شهر آب عام 1969 قام اليهودي المتطرف من أصل استرالي مايكل دينيس روهن بانتهاك حرمة المسلمين ومقدسات المسلمين فاقتحم المسجد الأقصى المبارك سنتين بعد تسليم الأردن للضفة الغربية ، أضرم النيران بثلاثة مواضع داخل المسجد الأقصى المبارك ، فوفق المصادر المتوفرة قام المتطرف باشعال مسجد عمر الواقع في الزاوية الجنوبية الشرقية للمسجد الأقصى ، النقطة الثانية التي أشعل فيها النيران هي منبر صلاح الدين الأيوبي والمحراب ، و النافذة العلوية الواقعة في الزاوية الجنوبية الغربية من المسجد الأقصى.

منبر القائد صلاح الدين الأيوبي قاهر الصليبيين وفاتح بلاد المسلمين ، المنبر الذي صنعه الملك العادل نور الدين محمود بن زنكي ملك دمشق، كان الأقصى محتلا فأراد أن يضعه في المسجد حين يحرره ، لكن توفي رحمه الله قبل فتح القدس فقام القائد صلاح الدين بنقله ووضعه في المسجد الأقصى عندما حرر الأقصى والقدس من الصليبيين ، حرق المنبر كله ، وقامت دولة الأردن ببناء شبيه له ووضعه في المسجد القبلي في الأقصى قبل سنين قليلة.

كان الحريق صباح يوم الخميس ، جولدا مئير كانت رئيسة الوزراء الاسرائيلية في تلك الأيام ، سيطرت بلدية القدس اليهودية على محطات الاطفائية وتزويد البلدة القديمة بالماء ، فوفق رواية السكان المقدسيين فان السلطات الاسرائيلية قامت بتعطيل وصول سيارات الاطفاء من القدس للمسجد الأقصى كي لا تخمد الحريق ، فحضرت سيارات الاطفاء من الضفة الغربية ، من رام الله والخليل وغيرها لتشارك باخماد الحريق ، لم تكتف السلطة بذلك بل قامت بقطع المياة عن محيط المسجد الأقصى ، مما اضطر السكان المقدسيين من نقل المياه من بيوتهم لاخماد النيران الي أتت على أجزاء واسعة من المسجد.

لم تقدم السلطات الاسرائيلية المجرم المتطرف روهن للمحاكمة بحجة تستعمل كثيرا في أيامنا ، تدعي أن منفذ الجريمة النكراء مختل عقليا ولا يمكن تقديمه للمحاكمة ليكون تشجيع لباقي " المختليين عقليا " ليتنهكوا حرمات المسلمين ومقدساتهم ولا رادع لهم ، من جهته قال المجرم أن ما فعله هو واجب ديني كان يجب أن يفعله.

تسبب الحريق باضرار بالغة جسيمة للمسجد ، حيث تم احصاء ما طاله الحريق ، فذكر في المصادر أن تم احتراق : منبر "صلاح الدين الأيوبي" الذي يعتبر قطعةً نادرةً مصنوعةً من قطع خشبية، معشَّق بعضها مع بعض دون استعمال مسامير أو براغي أو أية مادة لاصقة ، مسجد "عمر" الذي كان سقفه من الطين والجسور الخشبية ، محراب "زكريا" المجاور لمسجد "عمر" ، مقام الأربعين المجاور لمحراب "زكريا" ، ثلاثة أروقة من أصل سبعة أروقة ممتدة من الجنوب إلى الشمال مع الأعمدة والأقواس والزخرفة وجزء من السقف الذي سقط على الأرض خلال الحريق ، عمودان رئيسان مع القوس الحجري الكبير بينهما تحت قبة المسجد ، القبة الخشبية الداخلية وزخرفتها الجصية الملونة والمذهبة مع جمع الكتابات والنقوش النباتية والهندسية عليها ، المحراب الرخامي الملون ، الجدار الجنوبي وجميع التصفيح الرخامي الملون عليها ، ثمان وأربعون نافذة مصنوعة من الخشب والجص والزجاج الملون والفريدة بصناعتها وأسلوب الحفر المائل على الجص لمنع دخول الأشعة المباشر إلى داخل المسجد ، جميع السجّاد العجمي ، مطلع سورة الإسراء المصنوع من الفسيفساء المذهبة فوق المحراب، ويمتد بطول ثلاثة وعشرين مترًا إلى الجهة الشرقية ، الجسور الخشبية المزخرفة الحاملة للقناديل والممتدة بين تيجان الأعمدة. كما هدد الحريق قبة المسجد الأثرية المصنوعة من الفضة الخالصة.

كانت ردود فعل غاضبة في الدول العربية ، لكن كما هو الحال اليوم لا يصنعون سوى الدعوة لاجتماعات وقمم عربية واسلامية ، خطابات وما الى ذلك ، دعوا حينها لأول مؤتمر قمى إسلامية في الرباط بالمغرب ، في اليوم التالي للحريق أقيمت صلاة جمعة حاشدة في ساحات المسجد الأقصى المبارك وانطلقت بعدها المظاهرات.



نكبة أهل القدس كانت وما زالت ومستمرة فالنكبات تتتالى ، دق ناقوس الخطر ، المسجد الأقصى في خطر ، الاعتداءات مستمرة باختلاف ألوانها وأشكالها ، تنوعت واختلفت لكن تبقى تحت ذات الإطار وتحمل نفس الهدف والخطط القبيحة ، فالحفر تحت البلدة القديمة وتحت المسجد الأقصى ، دخول السياح بلباس وقح خاصة العاريات فتاياتهم ، اقتحام الجماعات اليهودية الهمجية واقامة الشعائر التلمودية ، تهويد البلدة القديمة والأحياء المحيطة بالمسجد الأقصى ، الانفاق وبناء الكنس تحت المسجد الأقصى كأنها قاعدة لمدينة دينية يهودية وتمهيد لبناء الهيكل المزعوم ، بالاضافة للحدائق العامة التي تقام على المقابر الاسلامية وحول الاقصى ك مدينة داوود وغيرها ، تتصاعد حدة التهديدات والخطط والتهديد باقتحام الأقصى وهدمه لاقامة الهيكل المزعوم ، والخطوة الأولى تقسيم الأقصى بين المسلمين واليهود كما فعل في الحرم الابراهيمي في الخليل ومن ثم السيطرة عليه بشكل تام وطرد المسلمين منه وبناء هيكلهم المزعوم.

محاولات اقتحام الأقصى والمس به والسيطرة عليه مستمرة منذ احتلال القدس الشرقية ، أو ما يسميه اليهود توحيد القدس ، اذ يرون أن لا حق للفلسطينيين بالقدس وأنها للدولة اليهودية الكبرى الممتدة من النيل للفرات وفق دينهم ، فقد حالوا اقتحام الأقصى كثيرا ، ولتسهيل عملهم قاموا بهدم حي المغاربة واحتلال حائط البراق وهو حق اسلامي لا غبار عليه ، وتسميته بحائط المبكى حيث يصلون ويبكون ويضعوا أمانيهم مكتوبة على أوراق بين فتحات الجدار ، الذروة والأقسى هي انتفاضة الأقصى التي اندلعت في أواخر أيلول عام 2000 حين اقتحم رئيس الوزراء ارئيل شارون لساحات الأقصى تحت حراسة شديدة فاستقبله المصلين بالأحذية ، كانت هذه الشرارة لانطلاق الانتفاضة الثانية ، التي راح ضحيتها مئات بل الاف الفلسطينيين بين شهداء وجرحى ، واندلعت في مدن وقرى الداخل الفلسطيني وقتل جراء الاحداث 13 شهيدا ، رحمهم الله وأدخلهم فسيح جناته.


المسجد الأقصى يئن من المخططات التهويدية الصهيونية ، ويبقى الأقصى يئن تحت قيد الاحتلال ، الأقصى يئن تحت وطأة الاحتلال .


روى البخاري ومسلم وغيرهما عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجد الرسول صلى الله عليه وسلم، ومسجد الأقصى."

مشكوووووووووور
ننظر المزيد من ابداعاتك

ان شاء الله يا عبدو

بطلت تبين شايفينك
وين هالغيبه

مشغول في الاقصى منتى عارف